الثلاثاء، 3 مايو 2011

الشجرة لا تحجب ظلها حتى عن الحطاب

كم سهل رد الإساءه بالأساءه .. والغدر بالغدر .. وكم صعبا أن تسمو على كل الجروح التى خلفتها طعنات أشباه البشر .. وتسامح وتصفح وتعفو .. وتبتسم في وجه قاتلك وسكينه ما تزال مغروسه في صدرك .. كم صعبا أن تصبر وتحتسب وفي قلبك غصه موجعه جراء ظلم طالك ..كم صعبا ان ترشق بكلمات جارحه تطيح بكرامتك فتلتزم الصمت حتى لا تطلق العنان لمرارة صرخاتك ..ولكن ما ايسر ذلك .. إذا ما نظرنا الى شجرة..  تبقى سنين عده على استقامتها .. تواجه تقلبات أمزجة الأجواء .. وغضب الطبيعه المهتاج .. وتتحمل غرس سكاكين العشاق على جذعها تخليدا للأحرف الأولى من أسمائهم .. وتحتوي أعشاش الطيور .. وزحفات الأفاعي على اغصانها.. وتظلل على الحطاب وهو في إستراحة تنفيذ حكم الإعدام عليها ..وتقبل بحرق جسدها لتنعم أنت بالدفء في ليالي  الشتاء البارده .. وتجزأ جسدها أقلاما لتخط بها نجاحك .. وخواطرك .. ومستقبل ...بالرغم من كل الإساءه التى طالتها لم تشكو واستمرت بتقديم المزيد من الحب المغلف بالعطاء .. لم يشغلها عن عطائها تفكيرا بالإنتقام أو رد الإساءه ... لذلك هي الوحيده من بين المخلوقات التى تموت واقفه بكل شموخ .     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق